أخبار وتقاريرالعرض في الرئيسة

ما وراء مغادرة عناصر القاعدة مدينة تعز..؟

يمنات

أكدت مصادر مطلعة مغادرة تنظيم «القاعدة» لمدينة تعز التي نشط فيها، منذ عامين، إلى جانب فصائل «المقاومة الشعبية» الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي والتحالف السعودي.

وأضافت المصادر، أن التنظيم أبقى على عدد من عناصره الذين ينتمون إلى المحافظة، لممارسة مهام قضائية في الأحياء التي كانت خاضعة لنفوذه داخل المدينة. وتمركز التنظيم، طوال الأشهر الماضية، في أحياء الجحملية بالمدينة. وبحسب المصادر، فقد ظلت مدينة تعز خطاً أحمر، ولم يكن يتقدم فيها تنظيم «القاعدة» إلا بإذن من «التحالف» الذي استهدفت مقاتلاته عناصر التنظيم حين حاولوا التقدم خارج الجحملية دون إذن.

نشاط صامت

وظهر التنظيم في مدينة تعز قبل نحو عامين، وخاض، طوال الأشهر الماضية، مواجهات مع حركة «أنصار الله» في عدد من أحياء المدينة.

كما مارس التنظيم دور السلطة في المناطق التي كانت خاضعة لنفوذ عناصره، من خلال محكمة شرعية أنشئت لهذه المهمة، باسم «أنصار الشريعة» وليس «القاعدة». وحرص التنظيم على ممارسة كل أنشطته في المدينة بصمت، كما حرص على الابتعاد عن كل ما يمكن أن يُبرز وجوده، بحسب مصادر مطلعة.

ولهذا السبب، طبقاً للمصادر، اضطر التنظيم قبل أشهر إلى نفي صلته بتفجير إحدى القباب في المدينة، بعد اتهامه بذلك، رغم أن هدمها يتسق مع موقفه ولا مع تاريخه في مناطق سيطرته بجنوب اليمن. غير أن مغادرة التنظيم للمدينة أثارت الكثير من التساؤلات عن دوافعها.

مؤامرة 

في السياق، أكدت مصادر أنه لم تكن هناك جبهة مستقلة بشكل كلي يعمل فيها التنظيم، وإنما كان منخرطاً في صفوف «المقاومة» ويخطط لنفسه عبر مجموعة من كوادره الموجودة.

وأضافت المصادر، في حديث إلى «العربي»، أن التنظيم «شعر في الفترة الأخيرة أن هناك مؤامرة عليه ومحاولة لشيطنته، سواء عبر كتائب أبو العباس التي تعمل بتمويل إماراتي، أو كتائب وفصائل الإخوان، كما هي عاداتهم في كل دولة، لا يجتمعون مع فرع جهادي».

وأوضحت: «عندما أحس تنظيم القاعدة بالمؤامرة عليه، ولا يوجد إلا نخبة قليلة من كوادره، و ليس معهم ظهر يحميهم، ولا عمل مستقل أو خط ناري خاص، بل في أوساط المقاومة، تركوا ذلك و ذهبوا إلى جبهات أخرى للتنظيم فيها تواجد ويعمل بحرية أكثر، وأبرز المحافظات التي توجهوا إليها هي البيضاء ومأرب و أبين».

وبينت المصادر أنه لم يبق من التنظيم إلا أفراد يشاركون بصفة شخصية مع المقاومة في التصدي لـ«أنصار الله»، إضافة إلى «الصلح بين الناس»، نظراً لأن الوضع الأمني غير مستقر بتعز.
وتابعت المصادر: «لو كان للتنظيم وجود قوي أو زخم بشري وعتاد ربما قرر الصراع على البقاء، وربما عقد تحالفات على الأقل، لكن جبهة تعز ليست ميداناً للقاعدة، هي ميدان للسلفيين أو الإخوان أو القوى الليبرالية نوعاً ما». وزادت: «أما محافظات مثل أبين، والبيضاء، ومأرب، فللتنظيم تحركات قديمة جداً فيها، وتوجد قبائل تعرفه، على اعتبار أنه قد حكم و سيطر على مناطق فيها».

وأشارت إلى أن طبيعة المعارك في تعز تختلف عن غيرها، فهي تجمع بين قتال مدن، كما في صالة، إحدى مديريات تعز، أو جبهات أطراف المدنية، بمعنى في أوساط مجتمع مدني سكاني، لكن البيضاء ومأرب مناطق مفتوحة.

المصدر: العربي

زر الذهاب إلى الأعلى